أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ (9) القول في تأويل قوله تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) ذُكر أن هذه الآية وما بعدها نـزلت في أبي جهل بن هشام، وذلك أنه قال فيما بلغنا: لئن رأيت محمدا يصلي، لأطأنّ رقبته؛ وكان فيما ذُكر قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي، فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: أرأيت يا محمد أبا جهل الذي يَنْهاك أن تصلي عند المقام، وهو مُعرض عن الحقّ، مكذّب به. يُعجِّب جلّ ثناؤه نبيه والمؤمنين من جهل أبي جهل، وجراءته على ربه، في نهيه محمدا عن الصلاة لربه، وهو مع أياديه عنده مكذّب به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح. عن مجاهد. في قول الله: ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى) قال: أبو جهل، يَنْهي محمدا صلى الله عليه وسلم إذا صلى. حدثنا بشر. قال: ثنا يزيد. قال: ثنا سعيد. عن قتادة ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى) نـزلت في عدوّ الله أبي جهل، وذلك لأنه قال: لئن رأيت محمدا يصلي لأطأنّ على عنقه، فأنـزل الله ما تسمعون.
من الآية 9 الى الآية 19
ماذا كانَ الموقفُ الغربيُّ منْ هذا الشيخِ الَّذِي كانوا يصمونه بالاعتدالِ والوسطيةِ، ويُفسحُ له المجالُ في بلادِهم؟، لقد مُنِعَ منْ دخولِ بلادِهم، وأصرُّوا على أنْ لا يَدْخُلَ إليه، وشَهَّروا بهِ في الإعلامِ، وَهنا حَضَرتِ السُّنَّةُ الرَّبانيةُ، والقاعدةُ الإلهيةُ الَّتي غابتْ عنِ الشيخِ الفاضلِ، ومثلُهُ كثيرٌ: (أرأيتَ الذين يَنْهَى عبداً إذا صَلَّى!! ). ♦ وهناكَ مثالٌ آخرٌ لشيخٍ فاضلٍ له حضورٌ إعلاميٌّ ودعويٌّ، وكانَ له موقفٌ غريبٌ هُوَ، ومجموعةٌ من المشايخِ الفضلاءِ الَّذين يُحسنونَ الظنَّ بالغربِ الكافرِ، وتغيبُ عنهم هذه السُّنَّةُ الرَّبانيةُ... أقولُ كانَ لهم موقفٌ لا يليقُ من مقاطعةِ الشَّركات الدنماركيةِ؛ لأجلِ الرُّسوماتِ التي أساءتْ إلى نَبِيِّ الإسلامِ (مُحَمدٍّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، وتعجَّبَ النَّاسُ منْ موقفِهم!! ، حيثُ أرسلوا رسالةً بيَّنُوا فيها تسامُحَهم الغريبَ، واعتدالَهم المريبَ، ونتيجةً لذلكَ مَدَحَهم الغربُ!! ، ولكنْ هَيْهَاتَ هَيْهاتَ؛ فالعرسُ والفرحةُ لم تَدُمْ لهؤلاءِ؛ فإذا بالشَّيخِ الفاضلِ تُوَجَّهُ له دعوةٌ لحضورِ مؤتمرٍ سلمِيٍّ، وليسَ لإدارةِ الحربِ على الغربِ، وفي دولةٍ مجاورةٍ للدنمارك، وكانتِ المفاجأةُ له ولغيرهِ، أنَّهُ مُنِعَ من دخولِ الدَّولةِ التي تُحِبُّ المتسامحينَ والمعتدلينَ على حدِّ زعمهم، ولكنْ مَرَّة أُخرى غابَ عنهم قولُ أحكمِ الحاكمينِ: "أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى!!
ارايت الذي ينهى - YouTube
الآيــات
{أَرَأَيْتَ الَّذِي ينْهَى* عَبْداً إِذَا صَلَّى* أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى* أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى* أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى* أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعا بِالنَّاصِيَةِ* نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ* فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} (9ـ19). * * *
معاني المفردات {لَنَسْفَعاً}: السفع: الجذب بشدة. {بِالنَّاصِيَةِ}: الناصية: شعر مقدم الرأس. {نَادِيَهُ}: أي أهل ناديه، يعني عشيرته. مناسبة النزول قوله تعالى:{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ*سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} قيل إنها «نزلت في أبي جهل ـ في ما رواه عبد العزيز بن هند عن ابن عباس ـ قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلّم) يصلِّي، فجاء أبو جهل، فقال: ألم أنهك عن هذا التصرف؟ فانصرف إليه النبي (صلى الله عليه وسلّم)، فزبره، فقال أبو جهل: والله، إنك لتعلم ما بها نادٍ أكثر مني، فأنزل الله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ*سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} قال ابن عباس: والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله تبارك وتعالى» [1]. وإذا صحّت هذه الرواية، فإنها لا تختص بأبي جهل، بل يكون مجرد نموذج لهذا الإنسان الذي يكفر بالله، أو يشرك به، ويستهين به وبعبادته، ويعمل على زجر الإنسان الذي يقف بين يدي ربه خاشعاً خاضعاً له معترفاً بعبوديته له، معبّراً عن إخلاصه وتعظيمه لقدسه وجلاله.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة العلق - القول في تأويل قوله تعالى " "
ارايت الذي ينهى عبدا اذا صلى - YouTube
تفسير قوله تعالى عبدا إذا صلى - إسلام ويب - مركز الفتوى
- 11ـ ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى﴾
- قصة عن التعاون
- ارايت الذي ينهى - YouTube
- أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
ماذا يصنع بنفسه هذا الذي يمنع المؤمنين من النهوض إلى الاستجابة لأمر الله؟ من استجابة دعوة الله للدخول إلى رحابه؟ ماذا يصنع عندما يجد نفسه وقد صَنَّفَ هو ذاته في قائمة من قال الله عز وجل عنهم: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ، عَبْداً إِذا صَلَّى}؟ إنه أبو جهل الذي كان ينهى رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم عن الصلاة قرب الكعبة ويتهدده على ذلك {أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدَى} تمنعه حتى وإن كان على الهدى؟ تمنعه وإن كان يُعَلِّمُ الناس الرشد ويأمرهم بالتقوى. يا هذا ألا تعلم أن الله يرى؟ يرى ما تصنع يكفي أنك مُعْرض عن الصلاة، بدلاً من أن تلجأ إلى الله وتستغفره، وتسأله أن يتغمد معصيتك، وأن يغفرلك ذنبك، وأن يبدل ضعفك قوة، بدلاً عن ذلك تنشر موقفك هذا بين الآخرين؟ وتصد عباد الله المؤمنين عن الصلاة؟
مجتمع فيه من يعرض عن الصلاة، ربما تغلبت على انحرافاته مغفرة الله، والله غفور وتواب، ولكنْ مجتمع فيه من يعرض عن الصلاة، وفيه من ينهى عن الصلاة، ويأمر بترك الصلاة، لا يمكن إلا أن يكون مجتمعاً خاسراً، لا يمكن أن ينهض بكبوته إن وقع في كبوة، لا يمكن أن يتغلب على عدو إن واجهه عدو، ينبغي أن يصلح نفسه مثلُ هذا المجتمع.